2
استيقظت (إيما) – توأم (كريستينا)- في الثامنة والنصف صباحًا. كانت (إيما) دائمًا تنام لفترات أطول. تقع غرفتها خلف غرفة (كريستينا). فكان (صامويل) يذهب إلى غرفة (كريستينا) أولًا أثناء جولته الصباحية.
كانت (إيما) مُنزعجة لأنها تنام وحدها في الغرفة الخلفية. أحيانًا تترك غرفتها، وتذهب إلى (كريستينا) سِرًّا كي لا تعرف أمها بالأمر، ثم تنامان معًا، أو بالأحرى فوق بعضهما البعض. لا يمكن لأحد غيرهما أن ينام على هذا النحو. حتى أمهما لم تصدق أنهما تنامان جيدًا بهذه الطريقة، فلم تكن تسمح لهما بهذا الأمر، رغم أنهما تدربتا عليه منذ أن كانتا في رَحِمها.
تمددت (إيما) في سريرها، ووضعت وسادة أخرى خلف ظهرها. وأخذت تتفحص بعينيها الزهور التي تقوم على رعايتها. زهور رائعة نمت وسط ضوء الشمس القادم من نوافذ في سطح الغرفة العلوية. تَمنّت لو استسلمت للنوم، وحَلُمت ولو لبضعة دقائق، إلا أن أصواتًا غريبة مكتومة للعبة سرية جاءت من غرفة (كريستينا).
كانت (كريستينا) تحظى بمكانة أفضل من أختها عند أبيه وأمها، وكان (صامويل) أيضًا يذهب للعب معها أولًا، ولم تكن لديه رغبة في اللعب مع (إيما).
نهضت (إيما) من فراشها فجأة، فأصيبت بدوار في رأسها. لكنها سرعان ما استعادت توازنها، وفتحت الباب. على الرغم من المزايا العديدة التي تتميز بها غرفة (كريستينا) إلا أن (إيما) لم تنتبه إلى عيب كبير بها. كانت غرفة (كريستينا) أصغر من غرفتها بكثير. اتجهت (إيما) مباشرة إلى غطاء مُنتفخ، يتلوى أحدهم من تحته، ويقهقه. سمعت صراخ (صامويل) المكتوم:
- حوت! هناك حوت قادم، سيبلعنا!
ردت (كريستينا) بغضب:
- لا، أنا لستُ حوتًا!
لم ترغب (إيما) في تحمّل هذا الضجيج. فسحبت اللحاف من فوقهما، ثم وبّختهما بغضبٍ، وقالت:
- حسنًا، أيمكنكَما أن تهدآ قليلًا حتى لا تزعجا والدينا؟ هل من ضروري أن تفعلا كل هذا الضجيج الآن؟
فتحت (كريستينا) فَمَها، فظهر مقوم أسنانها، ثم احتضنت (صامويل) كما لو كانت تحميه منها، وقالت:
– يا إلهي! انتبه! هذا هو الحوت!
لم تستطع (إيما) أن تتحمل أكثر من ذلك، فعلى الرغم من طلبها لهما بالتزام الهدوء، إلا أنها صرخت بصوتٍ عالٍ:
– كُفّا عن هذا!! إنه صباح السبت!